“
لا زلت أنتمي إلى جيل من النساء نشأ عند منعطف التاريخ. وكان الحب, بكل ما يجره من خيبات أمل متكررة ومآس وسعي دائم وراء السعادة الكاملة, لا يزال يلعب دورا كبيرا في حياتي, دورا أكبر مما يجب أن يكونه ! ولقد هدرت فيه الوقت الثمين والكثير من الطاقة, ويمكن القول أنه كان عديم الجدوى, في التحليل الأخير. فنحن, نساء الجيل الماضي, لم نكتشف السبيل إلى التحرر الفعلي. فبذلنا طاقاتنا بدون حساب, وهدرنا طاقاتنا العملية في تجارب عاطفية عقيمة. وتأكيدا, فإني وغيري من المناضلات والكادحات, أدركنا أن الحب ليس الهدف الأساسي للحياة, وتمكنا من أن نجعل العمل محورا لحياتنا. ولولا أننا لم نهدر طاقاتنا في الصراع الدائم مع عواطفنا تجاه الآخرين, لكنا استطعنا بذل المزيد من الجهد الخلاق. والواقع أن هذا النزاع كان حربا دائمة ضد تدخل الرجل في شؤوننا وتعديه على ذاتيتنا, نزاع يدور حول مشكلة معقدة: العمل أو الحب والزواج؟ نحن نساء الجيل القديم, لم ندرك, كما يدرك الشباب والشابات اليوم, أنه يمكن التوفيق بين العمل والسعي وراء الحب, بحيث يبقى العمل محورا للوجود.
”
”