“
خلافا لبقية الناس لا أتعجب بالعادة , لا أعيش الحالة كمشكلة . لا أتكيف مع الدنيا , ولهذا أنا وحيد .
---
نقضي حياتنا , ونحن نُطمئن أنفسنا بأن كل شيء سيمضي على ما يرام , فلا يمضي أي شيء على ما يرام ...
---
حيواتنا هي مجرد محاولات , محاولات فاشلة علاوة على ذلك .
---
كل شيء يعود كما كان سابقا , ولكن , أسوأ بقليل , تشوه طفيف , لن يفطن إليه أحد .
---
الليل , خير معلم بأوزانه وأنغامه المرتجلة . الليل هو الذي يرغمك على نزال بين حياتك وكل الحياة الأخرى . تلك الحياة التي ليس بوسعنا أن نرويها .
---
ولكن قصص الحب غالبا ما تجري على هذا الشكل . تهجرك حبيبتك , تلطم على صدرك كالغوريلا , تشعر بالإعياء , تضيق أنفاسك , وتزلزل الأرض من تحت قدميك , وها أنت تشعر بالوحدة كنموذج مصغر عن الموت . ثم يمضي الوقت , وينسى الجميع ما كان . أما أنا , لا أنسى ...
---
حين تبكي أمام المرأة لا يمكنك الرجوع إلى الخلف بعد ذلك . تحكم قبضتها عليك إلى الأبد , لتجد نفسك في براثن الخطر . لا يمكنك المناورة , وتفقد قدرتك على تصنع ما لا يمت لطباعك الحقيقية بصلة . تتهاوى هيبتك . تسقط الأقنعة . ويصبح الحب كالصليب المؤلم الفتاك .
---
حقا إن لكل إنسان آلامه . الجميع يتألمون . حتى أسخف البشر وأشدهم غباء وإثارة للاشمئزاز لهم آلامهم . وهذا ما يكفي لينال احترامك . تنتابك رغبة باحترام جميع البشر حين يقصون عليك آلامهم ...
---
أن تتفوهوا بأعظم فكرة سخيفة قيلت خلال هذه الألفية خير من الخضوع للقواسم المشتركة .
---
ولكننا عشنا أسوأ من هذا . جميعنا عاش أسوأ من هذا , طالما أنه لا حدود قانونية لمصطلح الأسوأ .
---
لكنني لا أشعر أنني وحيد , لطالما اكتفيت بنفسي رفيقا . وهذا امتياز يتطلب صلابة طبيعية , وحتى هذه الصلابة قد تتلاشى , ينبغي أن نتحلى بقليل من الصبر , وننتظر تفسخ كل مزايانا المزيفة .
---
كانت والدتي تقول : "لا يمكننا أن نحظى في الحياة على كل شيء" . أمي التي لم تحظ في الحياة على أي شيء.
---
كم يثير اشمئزازي أن يكون لديك صلات بأناس , لا يعرفون الحياة , وما ان تعطيهم الفسحة للتعبير , يخرجون عليك بقائمة طويلة عن كيفية التصرف في هذه الحياة السخيفة .
--
لا أتفوه بالترهات حين أقول إن الملايين من البشر يموتون كمدا باسم التربية الصالحة . تفسد حياتهم بفعل المراقبة الذاتية والنبرة الطيبة كالقديسين . يموتون نكدا , ويعذبون أرواحهم وأجسادهم بفعل الندم والقهر.
---
يقسم البشر إلى نوعين: أولئك الذين ينعمون بالراحة ويذبلون , والآخرون. أنا اعدّ نفسي من الآخرين.
آخر ما توصلت إليه أفكاري أن الحياة عبارة عن تدمير خيالي للأعصاب. علام نركّز، إذن؟ على تدمير الأعصاب؟ أم على الجانب الخيالي؟ يميل أصحاب الراحة إلى فرضية تدمير الأعصاب. فهذا يطمئنهم، مثل النشرة الإخبارية المسائية. أما الآخرون؛ فتراهم يشقون غمار الشارع في كل ساعة، يعبرون الليل بتلهف وعصبية، بشعور مركّز بالاغتراب. يبحثون عن الخيالي. ولا يجدونه. وهكذا يجربون حظوظهم بلا هوادة كالمدمنين على المخدرات. والشارع يفضي بهم إلى الخيالي المحفوف بالفواصل الموسيقية وأقواس القزح المنقوشة بالإحباط والذل والقلة والعوز والفظاعة. وفجأة نبلغ سن النضج، يا لهذه الكلمة القبيحة، القذرة. ندرك، في جوهر النضج حقيقة الخيالي البعيد عن مقبرة المراهقة المزركشة بالذهب. فالخيالي في سنّ الرشد هو الإحباط والذل والقلة والعوز والفظاعة .
---
بإمكاننا المضي قدما حتى جنازتنا . وحينها سندرك كم كانت الحياة تعيسة , لكنها تستحق المجازفة عموما . لسبب بسيط . لا وجود لبدائل أخرى . إما الحياة , وإما الحياة .
---
كم من السطحي أن نؤمن باستمرارية الحياة ..
---
ابحثوا بين جراحي , فلن تجدوا أثرا لزيارة متحف واحد سواء كان اللوفر أم البرادو . أنا أفضل البقاء في المقهى , لأراقب العالم , ثم أندس في ردهة بناية مشرعة الأبواب , كي أشتم رائحة الأجانب الكريهة . أتفحص الكنى على صناديق البريد , وقد أسرق الرسائل الواردة ...
---
بيني و بين العالم ستار من سوء الفهم .
--
كم تمنيناها , هذه الحياة الحقيقية , والآن وقد وصلت , لم نكن نعلم ماذا نفعل بها . كنا نشعر بالوحدة والمسؤولية والرشد .
---
إن المتشائمين على حق دائما في هذه الحياة .
---
- الأحداث العظمى تستقبل بصحبة الأشخاص الحميميين
- ربما . لهذا أقضي رأس السنة وحدي .
--
كل شيء محض انطباع .
--
عليك أن تشعر بالموت يجتاح عظام وجنتيك كي تفهم الحياة .
”
”