“
من تجويف جهاز الهبوط لطائرة بوينج 747 في مطار بروكسيل كانت تخرج ثلاثة أصابع ليد بشرية تقبض متشنجة على الحافة , واقترب المراقب أكثر , حيث اكتشف داخل جهاز الهبوط جسدين لصبيين أسودين هزيلين , متقلصين , وملامح وجهيهما متجمدة خوفاً , انهما جسدا فوديه توريه كيتا و ألاسين كيتا , صبيان غينيان في الخامسة عشرة والرابعة عشرة يرتدي كل منهما (شورتاً) بسيطاً (وصندلاً) وقميصاً .
ويحوي جهاز الهبوط الرئيسي في الطائرة ست عشرة عجلة كبيرة , ولا تفتح الا من كابينة القيادة , ولكن حين تكون الطائرة جاثمة فوق الممر فإن بوسع أي كان أن يتسلل إلى الفتحة .
واثناء الرحلة تحلق الطائرة على ارتفاع 11000 متر حيث تبلغ درجة الحرارة 50 درجة مئوية تحت الصفر .
وربما كان الصبيان قد تسللا الى الفتحة اثناء هبوط الطائرة في كوناكرى ووجد المراقب في جيب قميص توريه ورقة مطوية كتب عليها بخطٍ رديء : " فإذا رأيتم اننا نضحي بأنفسنا ونعرض حياتنا للخطر فلأننا نعاني كثيراً في افريقيا , ونحن بحاجة اليكم لمكافحة البؤس , ولوضع حد للحرب في افريقيا , غير أننا نريد أن ندرس , ونطالبكم بأن تساعدونا على أن ندرس حتى نصبح مثلكم في بلادنا .
وفي النهاية نرجوكم بشدة أن تعذرونا إذ تجاسرنا على أن نكتب لكم هذه الرسالة , أنتم الكبار الذين نوليكم الكثير من الإحترام , ولا تنسوا أن علينا أن نشكو لكم أنتم ضعف قوانا في افريقيا"
* نشرت صورة لهذه الرسالة في مكتب الأمم المتحدة الأوروبي في الوثيقة E/CN/4/2000/52 جنيف , 2000 , وقد وقعت هذه المأساة عام 1999 .
”
”